معركة عرمان ضد العثمانين ودور المجاهدة سعدى ملاعب والمجاهدة دله حمزه
في كتاب جديد للباحث الأستاذ فايز حسين مان الدين بعنوان الشعر الشعبي في جبل العرب والذي نال موافقة وزارة الإعلام السوريه وسيطبع قريباً وقد تطرق ألى ذكر المعركة وأسبابها ليتعرف القارىء بمناسبة القصيدة التي أرخت للحدث التاريخي بعفويه وهذا هو الفصل النبيل الذي تميز به الشعر الشعبي وسأوجزها لكم قدر الإمكان فأسباب معركة عرمان هي
كان عبدو أفندي الجبولي حاكماً للسويداء بالعهد العثماني وإبان حكمه أعتدى بعض الرعاة من عشائر الشرفات على مزروعات أهالي عرمان فأضطر النواطير لإبعادهم بالقوة وحدث بين الرعاة والنواطير عدة أشتباكات قتل على أثرها بعض الرعاة من البدو مما أضطرهم للشكوى الى حاكم السويداء فاأرسل عبده أفندي بطلب بعض وجهاء عرمان (أبراهيم الجرمقاني
صالح الحلبي- هلال العطواني –محمود صيموعه )ولدى ذهاب الوجهاء لمقابلة الحاكم العثماني نصحهم المختار (محمود جربوع) بعدم مقابله لأن عبده أفندي سيغدر بهم فعادو ألى عرمان وأجتمعوا من وجهاء ملح وأمتان وتعاهدوا جميعاً على مواجهة أي عدوان
وبما أن الوجهاء الذين طلبهم عبده افندي لم يحضروا لمقابلته لذالك ذهب بنفسه لعرمان على رأس قوة مؤلفة من أربعين جندياً يساعده بقيادتها (مشرف أغا) وذالك بحجة البحث عن هاربين من الجنديه العثمانيه هما فارس وقبلان الأطرش وأعتقال نواطير عرمان الذين قتلوا بعض الرعاة البدو أستضاف عبدو أفندي أحد وجهاء عرمان (محمود أبوخير) في مضافته وقد أولم له صاحب المضافه حسب العادات والتقاليد ولكن عبدو أفندي أرسل مساعده مشرف أغا مع جنديين الألقاء القبض على الناطور(عبدالله ياغي)فأحضروه ممسكين بثيابه ولدى مرورهم من أمام مضافة (محمود أبوخير) قال لمشرف أغا (تفضل للغدا..ولاحق تاخذ زُلم)فأجابه (مشرف أغا) بصفاقة (أنا بياخذ زُلم وبياخذ راسك كمان) فغضب (محمود أبوخير)وأستل سيفه وهجم على مشرف أغا وفي هذه للحظات تمكن (عبدالله ياغي ) من الهروب من الجنديين فأطلق عليه النار أحدهم فأخطأه وعندما سمع الجنود داخل المضافه صوت أطلاق النار وشاهدوا (محمود أبوخير) شاهراً سيفه وهاجماً بأتجاه (مشرف أغا)أطلق أحد الجنود النار على (محمود أبوخير) فقتلته
وفي نفس اللحظه هجم علي الدبيسي الذي كان قريباً من مشرف أغا وضربه بسيفه فأرداه قتيلاً ثأر للمجاهد محمود أبوخير. لجأ الجنود في مضافة (أبراهيم الجرمقاني) للغدر كعادتهم فوضعوا بندقية خارج المضافة وكلماأقترب أحد الأهالي لأخذ البندقيه يقتلونه وظل الأشتباك بين أهالي عرمان والجنود حتى مغيب الشمس حيث قتل من الأهالي رجلان وأمرأه بعدها صعد أهالي عرمان ألى سطح المضافة وفتحوا ثغره تمكنوا من خلالها القضاء على كافة الجنود مع قائدهم عبدو أفندي ولازالت تلك المعركه على باب مضافة (أبراهيم الجرمقاني) شاهداً حياً على تلك الحادثه حتى الأن وعلى أثر تلك الحادثة جهز(ممدوح باشا)القائد العسكري لحامية حوران حمله عسكريه مؤلفه من أربع كتائب مشاة معززه بمدفعين كبيرين بقيادة(غالب بك وضا بك)وكتيبة خياله بقيادة محمد بك الجيرودي وأمرهم بحرق بلدة عرمان وتدميرها نهائياً وذالك في أوائل تشرين الثاني عام 1896 كانت الخطه العثمانيه أن يتم أحتلال عرمان ليلاً ولكن دليل الجيش سليم الجاري من أهالي السويداء المتطوع مع العثمانيين تمكن أن يتوه الجيش بين كروم عرمان طوال اليل حتى بزوغ الفجر وكانت عرمان تبعد عنهم مسير ساعه وقد شاهدهم بعض الفلاحين الذاهبين ألى حقولهم ورجعوا وأخبرو أهلهم بما شاهدوه فأستفر المقاتلين لمواجهة الحملة العثمانيه وكان عدد المقاتلين في عرمان لايتجاوز المئة مقاتل فهاجموا الجيش من الغرب ليبعدوه قدر الإمكان عن بيوت القريه وأرسلوا المفازيع ألى القرى المجاوره للمشاركه في المعركة وكان المبادر المجاهد طحيمر السقيلي الذي ذهب بنفسة الأستنفار أهل صلخد وقد تمكن أهل عرمان من الصمود في مواجهة الجيش في الدقائق الأولى وكان المطلوب منهم الصمود ساعة ريثما تصل النجدى من القرى المجاوره وقد دفعوا ثمن صمودهم أنبل أبطالهم ,اتخذوا متاريسهم في أماكن أفضل لتساعدهم على الصمود أكثر فلما رأت نساء عرمان أستبسال رجالهم هبت كل أمرأه وأخذت تحث المقاتلين على الصمود وقدبرزت منهن المجاهدة (سعدى ملاعب) التي كانت تتنقل من متراس ألى متراس غير مكترثه بالرصاص الموجه نحوها لتؤمن الماء للمقاتلين ثم أخذت تحثهم على الصمود قائله لهم(يانشامى... الشجاعه صبرساعة أصمدولحتى يوصلوا بيارق صلخد وملح وأمتان النصر قريب بأذن الله وأتكلوا على الله) وأقتدت بسعدى ملاعب المجاهده
(دله حمزه) وأخذت تشجع المقاتلين على الصمود قائله لهم (اليوم ولاكل يوم يانشامى أنتوا المنتصرين لأنكن على حق قولوا ياناصر السته على الستين) وتقصد بذالك الأيه الكريمه
بسم الله الرحمن الرحيم(كم من فئه قليله غلبت فئات كثيره بأذن الله)صدق الله العظيم وبدأت تزغرد لهم ولصمودهم حتى وصل بيرق صلخد فأستبسل فرسان صلخد أستبسالاً أسطورياً حيث قدموا في هذه المعركة(72) شهيداً ومن يومها تكنوا (بزغابه) تكريماً لبطولاتهم وتواصلت النجدات من ملح وأمتان وباقي قرى من المقرن القبلي فأرتفعت معنويات المدافعين وتراجع الجيش قليلاً ممازاد في معنويات المجاهدين فهاجموه من ثلاث جهات وتركوا الجهة الغربيه ليهرب منها وأشتبكوا معه أخيراً بسلاح الأبيض ألى أن أنهزم الجيش وأنتصر أصحاب الحق ورغم قلة عددهم
لكن ممدوح باشا زج بكتيبة الخياله التي كانت بمؤخرة الحمله بقيادة(محمد بك الجرودي) وعندما وصل ألى (تلول الأشاعر) بالقرب من بلدة عيون فوجئوا بجيشهم مدحوراً عندها أدار الجيرودي رأس فرسه الصفراء غرباً وهرب مع الهاربين من جيشه وتابع المجاهدون مطاردتهم وهم يرددون ( صفرة جيرودي غربت.. قوطر يحث ركابها...يامحمد خبر دولتك .. حنا ولينا طوابها) وقد غنم المجاهدون من هذه الحملة سلاحاً كثيراً كما غنموا المدفعين الكبيرين وأكد ذالك الكاتب (محمد كرد علي) بكتابه خطط الشام –الجزء الثالث صـفحه 109 ولكن المجاهدين أستشهد منهم نحو مئتي شهيداً وعند عودة المجاهدين منتصرين دخلوا عرمان وهم يهزجون .
(لعيونك سعدى ملاعب.....نفني كل الكتايب ....مابيرجع لقرابوالسيف.......غير يسوي العجايب)
الخميس ديسمبر 20, 2007 3:20 am
