قنوات الدجل أغلقت..ولكن ماذا عن المتصلين?!
الشعوذة والدجل والضحك على عقول البسطاء ظاهرة سادت وسط المجتمعات الشرقية ولكنها بدأت بالانحسار مع ازدياد الثقافة والمعرفة والوعي بين المجتمعات,
ولعله كان للتلفزيون, كوسيلة من وسائل المعرفة, دورا في هذا الانحسار, لما يمتلكه من مصداقية وقوى تأثير بين الناس,. إلا أن قوة التلفزيون والتي ساهمت في محاربة الشعوذةوالبدع, تحولت بيد البعض كأداة لمشعوذين (سوقهم داقر), اغتنموا الفرصة لتقديم الدجل بصورة عصرية, ..ومن هنا بدأت حكاية قناتي (كنوز وشهرزاد),التي أوقفت المؤسسةالعربية للاتصالات الفضائية (عرب سات) بثهما منذ نحو مدة قصيرة على خلفية (عرضهمابرامج الدجل والشعوذة والسحر وثبوت عدم مصداقيتهما وانحدار مستوى البرامج المقدمةمنهما), كما أوضحت المؤسسة في بيان لها.
الحكاية تبدأ معبرنامج (العلم والنور) تقدم فيه قناة كنوز (الشيخ) باسم العراقي على أنه منجم قادرعلى حل كل مشاكل الناس بكافة أنواعها, عبر حجارة من عقيق خصص كل منها لنوع من المشاكل كالمرض وفك السحر والدراسة والنجاح وتأمين فيزا العمل والرزق... وما أن ينتهي تعريف المذيعة بقدرات باسم العراقي حتى تبدأ الاتصالات تنهال على البرنامج..ليبدأ باسم يمارس شعوذته على طريقته مرة أمام الجمهور وعلى الهواءمباشرة, ومرة يعلن للمتصل أن حالته لا ينفع معها (عمل السحر) على الهواء مباشرة , وإنما تحتاج أن يعود ويتمم عمله في غرفته (المباركة) التي لا يدخلها أحد سواه...في الحالتين يحاول الشيخ- المنفعل دائماً المبتسم حيناً والغاضب حيناً آخر- أن يثبت أنه صادق وواثق من شعوذته وأعماله, إلا أنه مهما بدا واسع الحيلة لا تمر أعماله إلاعلى البسطاء من الناس, ممن ضاقت بهم الدنيا ودفعتهم حاجتهم للاتصال فالغريق يتعلق بقشة, وها هم المتصلون يتعلقون بقشة الشيخ باسم وببرامج مشابهة علهم يجدون فيهامبتغاهم, فيتعلقون ببصيص لأمل يشعله أهل الدجل.
ربما يتفق الكثيرون على أن ما يأتي على لسان باسم هذا مجرد بدعة, محرمة تخالف تعاليم الشريعةالإسلامية وفيها مفاسد ومضار للناس ونفوسهم..وهم بذلك يشدون على قرار (عرب سات) بوقف بث قناتي (كنوز وشهرزاد) بعد أن اتضحت سياستهما القائمة على الدجل..إلا أنأحداً لا يستطيع بأن هذا الإجراء هو آخر المطاف, فالدجالون سيظلون قائمين ومتابعين لدجلهم طالما أن هنالك من يستجيب بصدر رحب لدجلهم..لذلك نجد أن إيقاف بث القناتين يفترض أن يكون مجرد خطوة أولى تمهيداً لإيقاف الخرافة والجهل في عقول المتصلين بهاتين القناتين
منقووووووووووووووووووووول