دون الدخول في تنظيرات معقدة أو محاولات فلسفية نحاول ان نرى مساحة كل من الحب والجنس في الوعي الانسانى وارتباطات كل منهما .
الجنس ( في حالة انفصاله عن الحب ) فعل جسدي محدود زماناًًًً ومكاناً ولذة , أما الحب فهو إحساس شامل ممتد في النفس بكل أبعادها وفى الجسد بكل أجزائه , وهو لا يتوقف عند حدود النفس والجسد بل يسرى في الكون فيشيع نوراً عظيماً .
الجنس حالة مؤقتة تنتهي بمجرد إفراغ الشهوة , أما الحب فهو حالة دائمة تبدأ قبل إفراغ الشهوة وتستمر بعدها , فالشهوة تعيش عدة دقائق والحب يعيش للأبد .
المحبون ليسوا متعجلين على الجنس كهدف ... وإنما يصلون إليه كتطور طبيعي لمشاعرهم الفياضة وبالتالي حين يصلون إليه يمارسونه بكل خلجات أجسادهم وبكل جنبات أرواحهم , وحين تحدث الشهوة يهتز لها الجسد كما تهتز لها الروح .
ويعد التوافق الجنسي من أهم العوامل التي تؤمن حياة زوجية ممتدة وممتعة طول العمر
وتختلف مقاييس هذا التوافق واختباراته فليس هناك حالة مرضية في أدنى النتائج
ولكن مما يلفت النظر تحول الجنس في مجتمعنا لغاية وهدف يسعى إليه الشباب وربما يتركون أعمالهم في سبيل تحقيقه
ما أريد أن أطرحه هنا هل نأخذ في مجتمعنا هذا المقياس في اختيار الزوج أو الزوجة
ماهي أهم المشكلات في الشعور في هذا التوافق وكيف نحد منها
عدم وجود التفاعل الجنسي بين الزوجين:
فكثيرًا ما تخلو الحياة الجنسية للزوجين من مساعدة كل واحد منهما الآخر على التمتع باللذة وتحقيق الإشباع الجنسي.
وهو ما يسبب نفورًا نفسيًا قد يتطور إلى علاقات سيئة متوترة. وقد يُصرَف ذلك التوتر على مستويات متعددة، فيقل
الاهتمام بالأسرة، ويهرب الزوج خارج البيت بحثًا عن جو آخر موفر للراحة النفسية، أو قد تنطوي الزوجة على نفسها
ومن ذلك؛ ألا يجد الزوج من زوجته تجاوبًا جنسيًا كافيًا: يبدأ من عدم التزين لزوجها إلى الفعل الإيجابي الممتد إلى آخر
مراحل الاتصال الجنسي… أو ألا تجد الزوجة من زوجها الاهتمام بمتعها الجنسية. فلا يساعدها كما هو ضروري على
بلوغ الالتذاذ (أي قمة اللذة الجنسية)، بل بمجرد أن يقضي وطره يديرها ظهره! وهذا أيضا قد يترك لدى الزوجة استمرار
الرغبة الجنسية، مما قد يسبب انفعالاً نفسيًا يؤثر تأثيرًا سلبيًا على العلاقات الأسرية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن
للظروف الحياة وحالة الشخص الجسدية والنفسية تأثيرًا في نشاطه للعملية الجنسية. فحالة التعب والحاجة إلى النوم
والتوتر النفسي والقلق والانشغال الشديد والخوف والاكتئاب، كلها حالات تجعل الإنسان - في الغالب - عاجزًا عن أن
يُثار جنسيًا. وأحيانًا لا يشعر أحد الزوجين بمعاناة الطرف الآخر، فيغضب لعدم استجابته للمداعبة والإثارة، فينزوي عنه
أو يقاطعه عن سوء فهم. وهذا يفرض على كل زوجين أن يأخذا بعين الاعتبار ظروف الطرف الآخر ووضعيته الجسدية
والنفسية.
فتور العواطف بعد فترة من الزواج:
فعادة ما يسبق الحياة الزوجية نوع من تلهف وشوق أحد الزوجين للآخر، وقد يستمر فترة بعد الزواج. لكن كثيرًا ما
يعقب ذلك فتور في العاطفة المتأججة، فتخبو رغبة كل واحد من الزوجين إلى صاحبه. قد يكون من أسباب ذلك قصر
علاقة المحبة والمودة بين الزوجين على الجانب المادي الجنسي، وعدم محاولة تنمية مختلف جوانبها الإيمانية والمعنوية
والفكرية والجسدية…
وقد يكون من أسبابه أيضا عدم محاولة تنمية الحب بينهما ورعايته حتى لا تخبو جذوته وتنطفئ. إن على الزوجين
إعادة إحياء الحب بينهما فترة بعد أخرى، ومراجعة علاقتهما وتطويرها. فالكلمة الطيبة، واللفتة الحانية، والهدية ولو
بسيطة… والاهتمام والإنصات والإيثار في المعاملة، كل ذلك من ضرورات إحياء الحب. هذا الحب الذي يجب أن يخرج من
غطاء الصمت إلى رحابه، وأن يتحدث به وعنه بين الزوجين وأن يُمارس. فإن هذا مما يزيده وينعشه، ويقيه من المنغصات
والمثبطات.
"الأمراض والاضطرابات الجنسية:
فهناك العديد من الاضطرابات الجنسية ذات الجذور العضوية أو النفسية، يمكن أن تكون سببًا في التنافر بين الزوجين.
ومن تلك اضطرابات البرود الجنسي أو سرعة القذف لدى الرجل، والمشكلات العضوية لدى المرأة- العامة أو الأنثوية- أو
إيلام العملية الجنسية وغيرها. ويتكفل الطبيب النفسي -بعد التشخيص- بوضع خطة علاجية لمثل هذه الاضطرابات.
إن الوعي بهذه الأسباب يشكل معينًا مهمًا للوقاية وعلاج سوء التوافق الجنسي في بداية الزواج، وعلى مدى سنوات
عمره. ويحتاج الأمر إلى عودة لبسط هذا العلاج
للأسف ان التوافق الجنسي ليس مطروحاً في الكثير من اختيارات الزواج فنحن نشترط شروطاً أخرى
ما ان تتحقق حتى نوافق فوراً من حيث المستوى الاقتصادي والمهني والاجتماعي
وذلك يعود لأن الجنس يعتبر في أعرافنا شيئاً مشيناً مع العلم أن اختبار التوافق الجنسي ليس بالضرورة أن يكون بالممارسة الفعلية وإنما ممكن بطرق أخرى بعيدة عن كل هذا
أصدقائي
إلا تلاحظون معي أن ثقافتنا الجنسية ضئيلة وأننا نعتبر النقاش الجنسي شيئاً جريئاً جداً بينما هو من أساسيات حياتنا الزوجية
عذراً للإطالة وسنفرد تباعاً حلقات ثقافتنا الجنسية
الى اللقاء في الحلقة القادمة ( اختبارات التوافق الجنسي )
دمتم بخير
الكونت